أرواح معتمة
- محمد صبيح
(1)
في الحافلة المحبطةِ بالمجاميعِ والعطور الرخيصة
وسرطانات النيكوتين
لم أشاهد ما حدث
كل ما أذكرهُ الآن فحيح نشرة الأخبار
وعيون تسّاقطُ منها غزيراً
شهوةٌ جماعية للانتحار!
(2)
منذ ثلاثينَ طعنة وأكثرُ
كان الليلُ يدخلها وحيدة
الوحشة والرعبُ نابان لأفعى
تقضمُ كل ساعةٍ روحها
زجاجة الوهم تكسرت ألف مرةٍ
بانتظار من يشعل في التشارين ثلج حكايتها
تحلمُ.. تحلمُ
ظل الحلم يغفو كقطةٍ عمياء تحت السريرِ إلى أن ذهبت
وحيدةً في البرد تخطو
وحيدةً حتى
من خرابِ جثتها!
(3)
أمامي في الظل شبحٌ دوماً يسبقني بخطوة
دوماً يلتصق بخيط يومي
يتدثر بي في جوف ليلي
ولكني دوماً أسقط قبلهُ
تلك فجيعتي!
(4)
مَن أحضر كل الموتى إلى قعرِ كأسي خلسةً ومضى؟
إلهي لا تعذبني بجحيم خوائي
إلهي واغفر ما زل بهِ عطشي وحزني وجحودي
ولا ترمِ بي في جوف مزيدٍ من الصور!
(5)
نرجسة الحديقةِ التي ازدانت صباحاً بالندى
غرقت بالدمع مساءً
وهي تمسح عن جبينها آثار الأيدي الآثمة!
(6)
سترقد الرغبات الليلةَ في كهف الغرائز
وهذا وقتُ الفراشاتِ كي تحلّق للصباح وتنتظر
غداً نستكمل الجريمة الكاملة
ولن تصبحي على خيرٍ أيتها الطبيعة!
المفضلات