الأطماع الصهيونية في البحر الأحمر
"]نحن نملك أسطولاً بحرياً ضخماً يعمل في كافة موانئ العالم، وسيرتفع عدده في عام 1956م؛ ولهذا فعلينا أن نعد العدة لمستقبل تستطيع فيه أساطيلنا البحرية والحربية أن تحطم الحصار المفروض علينا، وأن نفرض الحصار بدورنا على بعض الدول العربية بشكل أقوى مما فرضوه علينا؛ أي: – باختصار- مطلوب منا أن تكون لدينا خطة نستطيع عن طريقها أن نحول البحر الأحمر إلى بحيرة يهودية بالتدرج".
بهذه العبارة التي قالها كانستلون (قائد البحرية الصهيونية السابق)، تظهر الأهداف الصهيونية في البحر الأحمر وما يبدو للعيان من محاولة للسيطرة عليها ما هو إلا ترجمة للهدفين السابقين، ألا وهما: فك الحصار عن الصهاينة، ووضع العرب والمسلمين عموماً تحت السيطرة الغربية والصهيونية.
تفيد المصادر أن الاهتمام الصهيوني بدأً من منطقة أفريقيا، وبالذات القرن الأفريقي منذ البدايات الأولى لتأسيسها، ذلك أن من بين المقترحات لإقامة الدولة الصهيونية ضرورة إقامتها في أوغندا تحقيقاً لأسطورتهم القائلة بامتداد دولة إسرائيل من الفرات إلى النيل، ورغم أن الصهاينة استقر رأيهم على فلسطين إلا أن أفريقيا والقرن الأفريقي بالذات لها في إستراتيجية بني صهيون اهتمام خاص، فلِكي يتحقق حلم (إسرائيل الكبرى) فلا بد من تأمين الطرق والمنافذ ومحاصرة العدو (المسلمين)، وتوفير المصادر والطرق الاقتصادية، ولا يتأتى لها ذلك إلا عبر هذه المنطقة، فهي تشرف على منفذ هام وحساس (باب المندب)، وممر مائي يربط بين ثلاث قارات (البحر الأحمر)، وبالإضافة إلى أنها غنية بالثروات المعدنية، و أنظمتها هشة وغير مستقرة، وأوضاعها متدهورة، فهي أكثر قابلية لأي نفوذ خارجي مقابل دعم يُسكت الأفواه ويُعمي الأبصار..
أهمية المنطقة للصهيونية:
وتظهر أهمية هذه المنطقة في نظر الصهاينة _ إلى جانب أعمالهم التنفيذية فيها- من خلال تصريحاتهم، فهذا ابن جوريون (رئيس وزرائهم السابق)، يقول: "إنني أحلم بأساطيل داود تمخر عباب البحر الأحمر"، ويقول:"إننا محاصرون برياً، والبحر هو طريقنا الرئيس للمرور الحر إلى يهود العالم وللاتصال بالعالم".
وحالياً أصبح لإسرائيل تغلغل ونفوذ في القرن الأفريقي، ومن ثم البحر الأحمر، فهي موجودة في الصومال وإرتريا وجنوب السودان
المفضلات