وردت معلومات إلى قيادة شرطة حماة تفيد بوجود شاب سجنه والده في غرفة ضيقة تفتقد أبسط الشروط الإنسانية، وذلك قبل 10 سنوات من الآن حسب قول صحيفة الوطن التي أضافت أن حالة الشاب يرثى لها، حيث أولى اللواء محمود سعودي قائد شرطة حماة اهتماماً خاصاً بهذه الحالة ووجه بالانطلاق إلى المنزل الموجود فيه الشاب والتحقيق في موضوعه ومحاسبة والده على ما اقترفه بحق ابنه في حال ثبوت ذلك، فأرسل رئيس قسم الحميدية على الفور، دورية مع مختار الحي إلى المنزل المذكور، لإحضار والد الشاب لكسر الجنزير الحديدي والقفل الذي يعلوه الصدأ.
وأوضحت الصحيفة أنه تم دخول المنزل وتحرير السجين المعذب الذي أصبح مجنوناً بعد هذه السنوات العشر، من سجنه الانفرادي الذي تفوح منه روائح كريهة جداً.. وقد طالت أظافره وذقنه، وبدا كوحش هادئ في غرفة مهجورة، حيث كان ينام على الأرض رغم برودة الشتاء القارس ويتدثر بغطاء بالٍ.
وقد تم إحضاره مع والده إلى قسم شرطة الحميدية الذي عترف بسجنه في هذه الغرفة وحيداً، بحجة عدم الأمل من شفائه وحتى لا يؤذي الجوار، وأنه كان يرمي إليه الطعام من على جدار المنزل المجاور، وعرض ضبط الشرطة على القاضي، الذي قرر تسليم الشاب إلى أهله وأقاربه للعناية به وتوقيف والده الذي أساء إليه بهذا التصرف غير الإنساني.
وأفادت المعلومات حسب الصحيفة أن هذا الشاب صدم عندما كان عمره 27 عاماً بوفاة والدته، ولم يتمالك أعصابه التي انهارت عند مشاهدتها للمرة الأخيرة، وزاد الطين بلة عندما سارع والده إلى الزواج من امرأة أخرى، وأفاد والده بأنه عرضه على أكثر من طبيب ومشفى.. لكنه لم يلق أي نتيجة.. فاضطر –حسب قوله– إلى حبسه في غرفة أمامها فسحة سماوية لا تتجاوز الثلاثة أمتار، وأغلق باب المنزل الحديدي بالأقفال والجنزير، خشية أن يهرب من الغرفة ويؤذي الآخرين على حد زعمه!!
ومرت عشر سنوات والشاب نزيل هذه الغرفة التي وضعه فيها والده، دون أن يتمكن من رؤية أحد وكان يصرخ ويطلب الطعام، فيرمى إليه من المنزل المجاور الذي يسكن فيه والده مع زوجته الجديدة، وكان الجيران يسمعون يومياً صراخ هذا الشاب الذي صار عمره حالياً 37 عاماً دون استجابة حتى من أقرب الناس إليه، وهذا ما دفعهم إلى إعلام الشرطة بذلك.
والغريب في الأمر حسب الصحيفة أن الشاب المذكور عاد إلى سجنه طائعاً مختاراً، عندما لم يجد أحداً من أهله أو أقاربه يمكن أن ينقذه مما هو فيه!!
المفضلات