نيوز - قالت دراسة أن الوضع الاقتصادي (المرتبط بالفقر والبطالة) يعتبر، أحد أهم أسباب توجّه الأطفال للعمل في البلدان التي تعاني من مشكلة عمل الأطفال.
وأكدت الدراسة التي أعدها مركز الدعم الإجتماعي الخاص بالأطفال العاملين وهو تابع للصندوق الأردني الهاشمي للتنمية البشرية وبدعم من وزارة العمل أنه على المستوى الوطني على أن “الدراسات والمؤشرات تفاقم مشكلة الفقر وارتفاع معدل التضخم، حيث ارتفع خط الفقر العام للفرد في عام 2006 إلى (504) دنانير سنوياً، عما كان عليه في عام 2002 والبالغ آنذاك (392) دينارا سنوياً ” .
وتضمنت الدراسة نتائج المسح الميداني الذي أجري في العام 2008 في المناطق الشرقية من العاصمة الأردنية ” عمان “، بهدف التعرف على خصائص الأطفال العاملين الديموغرافية و الإجتماعية، الإقتصادية والتربوية وقياس مدى تأثير بيئة العمل على صحة وسلامة هؤلاء الأطفال من خلال التعرف على أماكن تواجد هؤلاء الأطفال وتحديدها، تمهيداً لسحبهم وإعادة تأهيلهم وتحويلهم إلى مركز الدعم الاجتماعي للاستفادة من الخدمات التعليمية، الإرشادية، التربوية والترفيهية الذي يقدمها لهم إضافة إلى حزمه من الخدمات الاقتصادية والاجتماعية تستهدف أسرهم .
وقالت مديرة مركز الدعم الإجتماعي الخاص بالأطفال العاملين ، نهاية دبدوب في حديث لها لإحدى المصادر الإعلامية في العاصمة الأردنية ” عمان ” أن نتائج المسح بينت أن ” نسبة الذكور من الأطفال العاملين بلغت (96%)، ونسبة الإناث (4%) ” .
وأرجعت سبب ذلك إلى ” بعض العادات والتقاليد السائدة في الأردن، حيث أن معظم الأسر لا ترغب بدخول الفتيات إلى سوق العمل “.
وطبقا للدراسة فإن “نسبة الأطفال العاملين من الفئة العمرية (15-17) سنة، بلغت حوالي (70%) من مجموع الأطفال العاملين ” .
وقالت نهاية دبدوب أن ” هذا يتماشى مع نتائج المسوح التي أجريت في الأردن على مدى العقد الماضي. كما مثل الأطفال العاملين في سن 14عاما فما دون ما نسبته ( 30% ) ” .
لقد ألقى المسح الضوء على نمط جديد من عمل الأطفال بين الإناث، وهو ما اتفق على تسميته ” الأطفال حبيسي المنازل Home Bound Girls” وهن اللواتي يتم حرمانهن من التعليم بسبب بعض العادات الاجتماعية السائدة، حيث بلغت نسبتهم (4%) من مجموع العينة ويعود انخفاض هذه النسبة لصعوبة الحصول على هذه البيانات نظراً لكونها تتم في المنازل بعيداً عن الرقابة والتفتيش .
أما عن الخصائص العمرية لأمهات الأطفال العاملين فقد أظهرت الدراسة أن نحو (60%) من أمهات الأطفال العاملين هن ضمن نفس الفئة العمرية للآباء (40-50) سنة، ونسبة الأمهات اللواتي تجاوزت أعمارهن 50 عاما بلغت (3.5%) فقط .
واستنتجت الدراسة بأن ” أغلب الأطفال العاملين في سوق العمل هم من الذكور وتتراوح أعمارهم بين سن (15-17) عاماً وينتمون إلى أسر عدد أفرادها أكثر من (6) أفراد وقد تصل إلى أكثر من (15) فرداً في العائلة الواحدة ” .
وأكدت الدراسة أن ” هذا الأمر يؤشر إلى أنه كلما زاد عدد أفراد الأسرة، إضافة للوضع الاقتصادي المتدني، يكون عاملاً حافزاً لانخراط الأطفال مبكراً في سوق العمل ” .
وبينت الدراسة أن نحو (79%) من آباء الأطفال العاملين يعملون و(21%) لا يعملون. وتبين الدراسة أن (26%) من آباء الأطفال العاملين يمارسون أعمال البيع المختلفة خاصة البيع على البسطات، و (21%) منهم يعملون كسائقين.
وقالت الدراسة أن “هذا مؤشرعلى أن معظم آباء الأطفال العاملين يعملون في القطاعات غير الرسمية أو على حساب المياومة، والتي لا توفر أي تأمينات أو ضمانات اجتماعية مما يدفعهم لإجبار أبنائهم إلى الانخراط المبكر في سوق العمل، وهذا دليل آخر على ارتباط مشكلة عمل الأطفال بمشكلتي الفقر والبطالة “.
أما بالنسبة لمعدل البطالة، تقول الدراسة أنه على الرغم من الانخفاض النسبي الذي شهده معدل البطالة في الأردن من (13.1%) في عام 2007 إلى (12.7%) في عام 2008 ، إلا أن هذا الانخفاض لا ينفي ارتفاع معدل البطالة في الأردن إذا ما قورن بمعدلات البطالة الدولية المعلنة في العام 2008، حيث بلغت (5.8%) على مستوى العالم، و(9.2%) في منطقة الشرق الأوسط ، و(9.6%) في المملكة المغربية، و(5.8%) في الولايات المتحدة الأمريكية .وأشارت الدراسة إلى أن “ارتفاع معدل التضخم (والذي كان في اعلى مستوياته منذ اكثر من عشرة أعوام حيث بلغ (13.9%) في العام 2008) ، قد أثقل كاهل رب الأسرة ودفعه للعمل بمهنتين وربما ثلاث مهن، أو دفع أبنائه لسوق العمل في سن مبكرة لمواكبة هذه الظروف الصعبة ” .
وطبقا للدراسة فإن ” الأطفال العاملين يحصلون على أجور متدنية، حيث أشار المسح الميداني أن نحو (56%) من الأطفال العاملين يقل دخلهم الشهري عن مائة دينار، ونحو (94%) من الأطفال العاملين يتقاضون راتب أقل من الحد الأدنى للأجور والبالغ 150 ديناراً” .
وقالت الدراسة أن هذا يشير إلى ” استغلال هؤلاء الأطفال كأيدي عاملة رخيصة، حيث يجبرون على القيام بالعديد من المهام التي لا يرضى من هم أكبر سناً منهم بالقيام بها” .
.ووصفت الدراسة نسبة الأطفال العاملين الذين تتلقى أسرهم معونات شهرية بأنها ” قليلة جداً ولا تتجاوز نسبة (2%) ” .
وكانت وزارة التنمية الاجتماعية الجهة الأولى من حيث تقديم المعونة حسب المسح الميداني حيث بلغت نسبتها (43%). كما بلغت نسبة الجمعيات الخيرية (40%) من الجهات التي تقدم معونة لأسر الأطفال العاملين
المفضلات