اعترافات متآمر لقتل أوباما تكشف عن مخطط لمجزرة عنصرية آخر تحديث:الأربعاء ,31/03/2010
واشنطن - حنان البدري:
الرئيس باراك أوباما، في سياق مخطط لتنفيذ مجزرة عنصرية تطال 88 شخصاً أسود بالرصاص، وقطع رؤوس 14 آخرين، حسبما أفاد مصدر قضائي بناء على إفادته وزميل آخر له للشرطة .
جاء الاعتراف على لسان دانيال كوارت (20 عاماً) وهو متطرف ينتمي لجماعات عنصرية أمريكية في ولاية تينيسي الجنوبية، حيث سيواجه حكماً بالسجن لمدة تتراوح بين 12 و18 عاماً، وهو الثاني بعد زميل له هو بول شليسيلمن من ويست هيلينا بولاية أركانساس، الذي اعترف في يناير/ كانون الثاني الماضي بالتخطيط لقتل أمريكيين ملونين .
وكلاهما لا يمثلان سوى قمة جبل الثلج الذي بات يهدد الولايات المتحدة، فقبلها بيومين شهدت عدة ولايات ومدن أمريكية بميشجان وأوهايو وانديانا حملات مكثفة لرجال وزارة الأمن الوطني ووحدات مكافحة الارهاب، لضبط واعتقال أعداد من أعضاء ميليشيات مسيحية مسلحة عنصرية، ومع أن الأمر قد تم في تكتم شديد إلا أن أعداد القوات التي خرجت في تلك الحملة المتزامنة أفشلت سرية العمليات، لدرجة تعليق أحد سكان مقاطعة لينوي بأن الأمر كان أشبه بعملية إنزال لجيش مصغر على الأرض حينما ملأت طائرات الهليكوبتر السماء .
حيث جرى تفتيش الأمكنة وعمليات الاعتقال وضبط أسلحة وصفت بعضها بأنها “أسلحة دمار شامل” .
وهذه الميليشيا تعد واحدة من عشرات الميليشيات المسلحة التي بدأت مجدداً في الظهور بعد فترة اختفاء طويلة وكمون تحت الأرض لما يزيد على عقد، وهي تقريباً مدة حكم بوش تشيني، وأيضاً في أعقاب أحداث الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول والتي أخذت تداعياتها بكامل اهتمام وتركيز أجهزة الأمن الأمريكية التي جرت زيادتها إلى خمس عشرة وكالة .
ولكن مع وصول أول رئيس أمريكي من أصل إفريقي إلى البيت الأبيض، وخسارة قد تبدو مؤقتة لتيار المحافظين الجدد واليمين المتطرف، بدأت هذه الجماعات وأذرعها العسكرية أي الميليشيات المسلحة ترفع رأسها، والعدو الأساسي لها الملونون والمسلمون والمهاجرون .
وينضم إلى هؤلاء “الإرهابيين” المحليين في ميولهم، أعضاء ما يعرف بحزب الشاي وهؤلاء بدأوا منذ فترة حملات منظمة اشتدت مع تمرير قانون الرعاية الصحية، فخرجوا في تظاهرات ومؤتمرات حملوا فيها لافتات صوروا فيها أوباما على شكل هتلر واتهموه بالفاشية .
وحسب آخر تقرير صدر قبل يومين للمركز الحقوقي الجنوبي للفقر فقد رصدت أرقام مذهلة تصاعد أعداد هذه المنظمات العنيفة والمتطرفة من 149 منظمة في العام 2008 إلى 512 منظمة متطرفة في العام ،2009 وبزيادة في عدد الميليشيات العسكرية التي تمثل الأذرع العسكرية في تلك المنظمات من 42 ميليشيا العام 2008 إلى 127 ميليشيا للعام 2009 أي سجلت هذه الحركات زيادة قدرها 244% خلال عام واحد .
المثير أن تلك الجماعات والميليشيات وصل عددها في بعض الولايات المعروفة كمعاقل للجمهورية وعلى رأسها تكساس مثلاً إلى 66 منظمة، تتمركز 22 منها غير بعيد عن البيت الأبيض بولاية فيرجينا الملاصقة للعاصمة واشنطن، وعلى رأس هذه المجموعات يوجد 5 منظمات كلها تنتمي لمجموعة كلو كلاك أو KKK الأقدم تاريخياً في أمريكا والتي بتاريخها الدامي والعنصري في تعقب الأمريكيين من أصل إفريقي وشنقهم على الأشجار، ويوجد أيضا بنفس الولاية منظمتان تنتميان للنازيين الجدد، و6 منظمات تنتمي لمجموعة القرن الجديد . كما تتواجد مجموعات متناثرة تابعة لحزب الشاي اليميني الذي وصلت شراسة أعضائه إلى درجة تهديد أعضاء الكونجرس الذين صوتوا لمصلحة قانون الرعاية الصحية التاريخي، وخلال الاسبوعين الماضيين تعرضت مكاتب ومقار عشرة من أعضاء الكونجرس الديمقراطيين إلى التحطيم والعبث بها، كما تلقى آخر مظروف به بودرة بيضاء .
ولعل السيناتور الجمهوري والمرشح في انتخابات الرئاسة الماضية السيناتور جون ماكين كان أحد الذين هددوا مصوتين لمصلحة قانون الرعاية الصحية، وذهب زميل جمهوري له بالكونجرس وهو ستيف كينج المعروف بتطرفه إلى حضور حفل لأعضاء حزب الشاي وإعلان دعمه بل وحثهم على مقاومة القانون الجديد الذي سيكف شركات التأمين الكبرى عن التحكم في مصير ملايين الأمريكيين ممن لا يملكون تأميناً صحياً .
هذه الضربة الشديدة الوطأة في الداخل الأمريكي والخشية من أعمال ارهابية محتملة من هذه الجماعات العنصرية والمناوئة للحكومة والخوف على أمن أول رئيس أمريكي من أصل إفريقي، لعلها الأشد في التاريخ الأمريكي الحديث، فعملية تآمر هذه المنظمات وميلشياتها المسلحة كلها أمور تدعو للقلق ما لم تبادر السلطات الأمنية الأمريكية بالسيطرة كما كانت دوماً على الأمور قبل سقوط المزيد من الضحايا وحيث يقف في الصفوف الأولى المسلمون والمهاجرون والأمريكيون من أصول إفريقية، فأحد الذين اعترفوا بالتآمر لقتل أوباما اعترف ايضاً بالتخطيط لقتل ما لا يقل عن دستة أفارقة أمريكيين كتلاميذ المدارس .
الأمر أيضاً يشمل هؤلاء اللاعبين في المعسكر السياسي المناوئ للإدارة الديمقراطية بمن فيهم الساسة وبعض وسائل الاعلام وعلى رأسها شبكة “فوكس” المملوكة لروبرت ميردوخ، فوسائل الإعلام هذه تفرغت لبث الذعر والتخويف مما تسميه “الارهاب” الاسلامي وهي ذاتها وسائل الاعلام التي تغاضت عن حوادث طارئة اقتحام أمريكي غاضب، وثبت لاحقاً تأثير المنظمات العنصرية تلك عليه - بطائرته مبنى يوجد به مركز لمصلحة الضرائب الأمريكية، فساعتها حرصت وسائل الاعلام تلك على تجنب وصفه ب “الارهاب” وسحبت متابعتها الاخبارية للحادث الارهابي من مقدمة نشراتها الاخبارية بعد ساعات طويلة من التشدق والهجوم على “الارهاب” الإسلامي وذلك فور التأكد من هوية الجاني بأنه أمريكي أيضاً كان من اللافت تورط مسؤولي البلدية بمشيجان بأحد المقاطعات التي حاصرتها قوات الأمن على مدى عطلة الاسبوع في علاقات وثيقة مع افراد هذه الجماعة أنفسهم لدرجة ان طلبت منهم مسؤولة البلدية المساهمة مرتين في البحث عن شخصين اختفيا في حادثين منفصلين .
على أية حال فالأوضاع الداخلية في الولايات المتحدة مهددة بالارهاب الداخلي، ويكفي حالة القلق والرعب التي بات يعيشها أي مسلم أو إفريقي أو لاتيني أمريكي خشية من انتقام هذه المنظمات الارهابية .
المفضلات