دأب العدو الصهيوني و عملائه في العالم العربي و الإسلامي على ترويج دعاية بأن جيشه لا يُقهر و لا يمكن هزيمته و أن ترسانته الحربية من الأسلحة كبيرة لا يمكن مواجهتها و غير ذلك من الأباطيل التي يخدع بها العالم.
أسطورة الجيش الذي لا يقهر كما يزعم حطمتها قوى المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها كتائب القسام ، بحيث لم يستطع تحقيق أهدافه التي من أجلها شن عدوانا على قطاع غزة وعلى رأسها إنهاء حكم حماس.
ومني جيش الاحتلال بفشل ذريع سواء في حربه على منظمة حزب الله اللبنانية أو حماس الفلسطينية ، رغم أنه يملك أعتى ترسانة حربية في المنطقة التي أخافت 22 جيش عربي.
ففي حرب لبنان 2006 قتل العشرات من جنود الاحتلال ، وفي غزة 2009 ، واجه عناصر المقاومة بصدورهم العارية وأسلحتهم المتواضعة نيران الطائرات وقذائف الدبابات من الداين والفوسفور ، فقتلت وجرحت العشرات من جنود جيش الاحتلال الذي لم يستطع التقدم أمام صمود المقاومة.
ولم يغب عن الجميع مشهد جندي الحرب الصهيوني الذي فر مذعورا من طلقات نارية من قبل المقاومة في غزة خلال الحرب وهو يلهث كما صورته عدسات الكاميرات.
ولم يجد العدو في كلتا الحالتين سوى الأبرياء و العُزل من المدنيين ليصُب حقده و خيبة أمله و هزيمته في الميدان و كسر جيشه و جنوده الذين يفرون من الميدان من أمام مجاهدي القسام الذين يتقدمون الصفوف و هم يصرخون كالنساء!
وتوالت العمليات التي كشفت حقيقة هذا الجيش الذي لا يهزم وبانت سوأته هنا في فلسطين على يد ثلة من المجاهدين تسلحوا بالعقيدة قبل أن يحلموا "قطعة الحديدة" ، فسطروا بذلك أروع عمليات البطولة والفداء ضد جيش مدجج بأحدث الأسلحة والطائرات والدبابات.
فهذا الاستشهادي محمد فرحات ، يقتحم الحدود والسدود ليصل إلى الكلية العسكرية في احدي مغتصبات رفح قبل إخلائها فجندل العشرات من جنود " الجيش الذي لا يقهر " بين قتيل وجريح .
وزادت المقاومة من كسر شوكة هذا الجيش ، وعرت صورته الحقيقية ، عندما اقتحمت عناصر من القسام أحد أكثر مواقعه العسكرية تحصنا ، فقتلت وجرحت عددا منهم ، وأسرت جلعاد شاليط من داخل دبابته العسكرية ، وهو الأمر الذي أربك قادة الاحتلال وجعلهم يتخبطون حتى في ردهم على عملية " الوهم المتبدد " التي نفذتها كتائب القسام.
وتبقى كتائب القسام عيون حارسة للوطن لا تغادر ميدان المقاومة حتى وإن كانت حماس في الحكومة "فيد تبني ويد تقاوم" ، لكن ذلك لم يرق لأصحاب الأبواق المسمومة الذين لم يتركوا المقاومة في حالها.
فلو سمحت حماس بالصواريخ من القطاع ، ورد العدو على نحو عنيف لقالوا إنها ضيعت دماء الناس في مغامراتها ، وإذا حاولت التفاهم مع الفصائل على وقف الصواريخ لاعتبارات ترميم الوضع بعد الحرب ، فهم يضعون ذلك في ذات السلة مع مطاردة المقاومة في الضفة الغربية.
لكن القسام بأفعاله يلجم "ألسنة حداد" ، فكان بالمرصاد للعدو وعملائه الذين يتربصون بغزة الدوائر ، فجاء الرد القسام عصر الجمعة الماضية عندما هاجم قوة توغلت داخل الأراضي الفلسطيني على حدود شرق خانيونس جنوب القطاع ، فقتل ثلاثة من جنود الاحتلال أحدهم ضابط كبير في قوات النخبة.
هكذا أكد رجال القسام أن الأيدي لم تغادر الزناد ، وأن روح المقاومة لم تتراجع ، وأن كلام الأدعياء لا يعدو أن يكون مزايدة لا أكثر ، لا سيما أن المسافة بين ما يجري في قطاع غزة وما يجري في الضفة الغربية شاسعة إلى حد كبير.
ويبقى القسام "رهبان الليل فرسان النهار" رسالتهم إلى العدو ومن دار في فلكه "أننا هنا ..متراسنا هنا ولن يمر القراصنة".
المفضلات