
رنده حبيب
الطريق الصحيح للشعب الطيب..
ذات يوم مشمس، صعد قائد الشعب الطيب في المدينة القديمة على رؤوس الجبال الى قمة أحد التلال منفرداً بنفسه، فقد كان يتوق لبعض الوقت بعيدا عن دوّامة الحياة اليومية للتأمل والتفكّر.
عادت ذاكرته للوراء، إلى تلك الأيام حين كانت مسؤوليته تتركز على عائلته الصغيرة، بينما يقع على عاتقه اليوم مسئوليات عائلة مكونة من ملايين الأشخاص.
تذكر ذلك اليوم الذي كلفه فيه والده الراحل بقيادة شعبه الطيب والحفاظ عليه والوصول به إلى بر الأمان، متمنيا لو كان هناك المزيد من الوقت ليقضيانه معا، لكنه كجندي لبى نداء الواجب فورا ودون تردد.
كان على يقين من عظم المسؤولية، لكنه كان متسلحا بإيمانه بالله ثم حبه لوطنه وشعبه مطمئنا إلى أن ذلك سيهديه الى سواء السبيل .
نظر القائد إلى الطيور والأزهار المتفتحة تواً في الايام الاولى من فصل الربيع، فشعر بنوع من الطمأنينة والسكينة والأمل بغد واعد.
نعم كانت هناك أوقاتا عصيبة، فقد انقلب العالم رأسا على عقب ذات يوم، و عانت مدينته الحبيبة من عواقب ذلك كغيرها من المدن. كما كانت هناك توترات، وحروب ومؤامرات اتت من شتى الأوجه، مسببة الألم والقلق لشعبه الطيب. لقد عمل دوما على إفشاء السلام وإشاعة السكينة ومنح الثقة وبث الأمل في قلوب الناس، وهو ما كان يتوق إليه أهل مدينته. لم يكن الامر سهلا، فقد كان الطريق شاقا والجهد مضاعفا، ولم تكن الصورة واضحة المعالم أو مكتملة أحيانا، ولم يكن الإنجاز كما يأمل أحيانا أخرى، بينما لم يحسن بعض المساعدين النصح في أوقات ثانية، الأمر الذي جعله يستبعدهم.
شعر القائد الشاب بثقل كل ذلك، فلم يرغب بشيء في هذه الحياة أكثر من تخليص شعبه من كل مشاعر القلق والخوف والتوتر والمعاناة، إضافة إلى مساعدة الناس، وتهيئة المناخ والبيئة للنمو والإبداع.
في طريق العودة من على تلك التلة الخضراء وبعد يوم من التأمل، كانت النفس ملأى بيقينٍ أن مدينته الحبيبة سوف تزدهر وتتألق كما يرجو من الله، و كله ثقة بأنه قادر على العناية بشعبه مهما كانت حدة العواصف والتحديات، لأنه يعرف الطريق، الطريق الصحيح.
المفضلات