لص ...في بيت شاعر !
ترى ما الذي يغري لصا أن يقتحم بيت شاعر ...؟!
للشاعر أبيات كثيرة تسكنه ...جميلة ... بليغة ...موحية ....رائعة
أما البيت الذي هو يسكنه ...
فقد لا يغري فأرا بالولوج إليه...
فكيف بلص يطمح بغنيمة وفيرة ...
ومن هول صدمة اللص بما رأى ....
بل بما لم ير ...
خرج من البيت مسرعا...
ناسيا علبة سيجارته ...
أو تركها...هدية للشاعر ...
لعله ينفث معها بعض همومه ... وأشعاره .
شكراً ، دخلتَ بلا إثارة ، وبلا طُفُور ، أو غرارة
لما أغرتَ خنقتَ في رجليكَ ضوضـاءَ الإغـارة
لم تسلبِ الطينَ السكونَ ، ولم ترعْ نومَ الحجـارة
كالطيفِ جئتَ بلا خُطى ، وبلا صدى ، وبلا إشارة
أرأيتَ هـذا البيـتَ قزمـاً ، لا يكلفـكَ المهـارة
فأتيته ، ترجو الغنائم ، وهو أعـرى مـن مغـارة
* * *
ماذا وجدت سوى الفـراغ ، وهـرّة تَشْتَـمُّ فـأرة
ولهاث صعلوك الحروف ، يصوغ من دمه العبارة
يُطفي التوقّدَ باللظى ، ينسـى المـرارةَ بالمـرارة
لم يبقَ في كُوبِ الأسى شيئاً ، حَسَاهُ إلى القـرارة
* * *
ماذا ؟ أتلقى عند صعلوكِ البيوت ، غِنى الإمـارة!
يا لصُّ عفواً ، إن رجعتَ بدون ربح ٍ أو خسـارة
لم تلقَ إلاّ خيبة ً ، ونسيـت صنـدوقَ السجـارة
شكراً ، أتنـوي أن تُشرّفنـا ، بتكـرار ِ الزيـارة
المفضلات