الى صديقي " ع "
لاانكر يوما أني كنت متدنيا في تحصيلي العلمي ليس لأني ذو عقلية مغلقة, أو بسبب طرق التدريس, ولكنه الشباب وطيشة, وجدت نفسي تائه بين رغبة والدي في إكمال دراستي, وبين عدم رغبتي في ذلك.
ارضي أبي وأظل ادرس حتى لولم انجح في ذلك, أم ابحث عن عمل اشق به طريقي,, عندما وجدت نفسي منحدرا في طريق لا أدري ماهية أبعاده وجوانبه اوحتى نهايته .
قررت أن اترك دراستي وابدأ بمساعدة أبي في عمله حتى ولولم يكن راضيا, وبالفعل بدأت في العمل مع والدي, والاستفادة منه, شيئا فشيئا ألممت بالعمل حتى أوكلني والدي بعمله في كثير من الأوقات.
عدت إلى البيت منهكا متعبا, فألقيت بجسدي على أريكة غرفتي لأذهب في غفوة قليلة ولكن المشاهد لي يظن أن هناك جثة هامدة على نعش.
بعدها استيقظت متوجها إلى تناول طعام الغداء مع الأهل, الصمت مخيم على المكان كل يتناول مما يليه دون أي حراك يذكر, وفجأة تقطع أمي ذلك الصمت قائلة:
أما آن الأوان لنجد الفرحة تدخل دارنا والسرور يعم أرجائه"
خفق قلبي بشدة, وتسمرت قدماي وتوقفت أصابعي عن تناول الطعام, أدركت أنها تقصدني بذلك.
يثني أبي على أمي ثم يقول: بلى انه أوانه, ويتجه نحوي بحديثه:ما رأيك يابني أن تكمل نصف دينك....؟
أطرق بوجهي إلى الأرض شاردا, مذهولا, مفكرا والكل منتظر الرد, فرفعت رأسي قليلا قليلا قائـــــــلا
اعملوا ما شئتم وما اتفقتم عليه فاني راض عنه.
بدأت أمي بالبحث والتقصي عمن ستكون لحياتي شريكا ولقلبي حبيبا, ولإسراري حافظا, ولأبنائي في المستقبل أما حنونا, فشا ء الله أن يكون نصيبي في بيت طالما دقينا أبوابه, ودسنا فراشه وأكلنا طعامه وجالسنا وسامرنا أهله,,,
تقدمنا إلى أبيها لطلب القرب منه وإننا راغبون في أن نصبح اكثرمن كوننا أقارب, فرحب ترحيبا كبيرا,
ذهبنا إلى منزلهم مرة أخرى لإتمام مراسم الخطبة, وكلي لهفة وشوق للوصول, كأني ذاهب إلى رحلة من رحلات الصيف الممتعة, عدنا فإذا بتهاني الأصحاب وزغاريد الأهل والأحباب تنتشر في المكان, فطرت بعقلي وقلبي بعيدا, بعيدا عن ارض الأنام إلى عالم الطيور المحلقة في عنان السماء.
ظلينا مخطوبين ما يقارب العام, بعدها أعلن في الأفق دنو ذلك اليوم الذي كنت احسب له حسابي واعد أيامي وساعاتي, منتظرا بأحاسيسي قبل أعضاء جسدي.
التم الأهل والأصدقاء والأحباب القريب منهم والبعيد مهنئين بيوم الزفاف وبعد يوم حافل بالتبريكات, والقبل, والعطايا, جاءت اللحظة التي ينتظرها كل شاب في ذلك اليوم, لحظة القرب من أمـــيــــرة مملكتي, وسيدة داري
لحظة القرب منها جسدا وروحا, عينا وقلبا., دخلت غرفتي فإذا بفتاة بياض روحها قد سبق بياض ثوبها, وبريق عينيها يسبق لطف كلامها.
تقربت إليها محدثا وخجلها هو حديثها مما زاد احمرار خديها, وضعت يدي على خديها فأحسست بشعور غريب لايمكن إلا أن أشبه بشعور ذلك المزارع الذي طالما تعب وغرس وسقى حتى نضجت فاكهته, فيضع يديه على أول ثمرها, ليس لقطفها إنما منبهرا متأملا جمالها, ثم قضينا ليلة من ألف ليلة وليلة (ليـلـــــة الــعــمر).
" ثلاثون يوما من العسل الصافي عيشه فيها رغدا ونومنا حلما, وصحونا إشراقا "
مرت الأيام تلو الأيام والليالي عقب الليالي, حتى لمع برق السحب الداكنة وسواد الليالي المظلمة, جاءت لترجع الجنة جحيما والبستان اليانع خرابا ودمارا.
مشاكل ظهرت في أوساط أسرتي, تارة بين أمي وزوجتي, وأخرى بين زوجتي وأخواتـــــــــــــــي.
استفحل طاعون المشاكل وبدا بالانتشار ليعم المنزل كاملا, فحاولت معالجته, وطرده خارج نطاق الجسم, لكن للأسف لم استطع ذلك ولم أستطيع التعرف على أعراضه وأسبابه....أتدرون لماذا...؟
انه لسبب بسيط جدا لان كل عضو من أعضاء الجسد يلقي بالعلة على غيره, خوفا من اقتلاعه, ذلك جعلني عاجزا, تائها, حائرا,, ارضي والدتي على حساب زوجتي ,أم اضرب زوجتي رضـــــــــاء لوالدتي ...؟
أسئلة عدة, واحتمالات جمة, وتشعبات كبيرة وعميقة...؟
تفاقم الوضع حتى كانت اللحظة التي قصمت ظهري, وشلت تفكيري, قبل أعضاء جسدي, عندما عدت إلى المنزل فوجدت أمي باكية شاكية وزوجتي مطرودة غائبة.
وقفت واقف الضمآن في الصحراء الواسعة والغرقان وسط الأمواج العالية, فأصبح قلبي قعرا صفصفا لا يوجد به سوىهزيج الرياح العاتية وعواء الكلاب الضالة, سنة من العمر تهدمت بها أركاني, وعششت بقلبي خيوط العناكب, فلااهلي أقاموني ولااحبابي ازالوعني تلك الخيوط الواهية المتعلقة على جدران قلبي.
حاول من كان يرى حالتي أن يصلح ما كسرته الأيام وما باعدته المسافات بين أهلي وأهلها لكن لا جديد, فلم نجد مفرا من أن نحتكم للقضاء, لعله يرجع لقلبي خليله, ويجد لجرحي طبيبه, الاسبوع الأول يمضي يتبعه الثاني والشهر الأول والثاني ووووو لكن لا جدوى من ذلك....اا
قرر الحاكم أن اجتمع بزوجتي الحاملة في أحشائها ولدي, بعيدا عن حقد (ابوزوجتي )* الدفين وعن تسلط (والدتي) المشين وبعيدا عن ضعف (والدي) المهين..
أغلقت الأبواب, وأوصدت النوافذ لتجعلنا خلفها وحيدين, نظرة إليها نظرة المراهق لمحبوبته, وشوق الملهوف لعشيقته, وهي ساقطة بعينيها إلى الارض,
هل رأيت ما صنعت أهلنا بنا.....؟
أتريدين أن نفترق عن بعضنا....؟
أتودين اليــتـم والتــيه لابـنــنا.....؟
اكلمها...أحدثها ....أسالها, وهي تنظرالي حزينة, شاردة, يعتليها الصمت, وفجأة, بكاء شديد, وكلام عتيد, ولوم نزل على قلبي أثقل من الحديد, ثم تركتني هاربة نحو الباب تريد الخروج, فأمسكت بذراعها مانعا, والى صدري دافعا, والى فمها ضمانا عطشا..
قبلتها ونفسي تخشع
قبلتها وعيني تدمــع
قبلتها وقـدمـي تــركع
غادرت المحكمة عائدا إلى البيت, عودة الجندي من ساحة المعركة, وقد أتعبه لهيب الشمس الحارقة, وأثخنته نيران المدافع القاذفة,
فكرت ثم فكرت فقررت إعادة الوردة إلى مزهريتي, وقلبي إلى ضلوع صدري, زوجتي إلى نوازع أحضاني, خرجت من الغرفة مندفعا اكلم أهلي بما توصل إليه عقلي وقلبي وكل جوارحي.
أمي تنزل دموعها, وأبي يطلق صرخاته, وتنفلت الأمور من زمامه فيعمد إلي ضاربا فيرديني طريحا, أقف تاركا المنزل وفي عيوني زخات من الدموع وعلى صدري تجثي الهموم, فاخرج بعيدا, بعيدا, وفي ساعة متأخرة من ليل ذلك اليوم, أعود إلى داري وبين أسرتي كلي أمل أن يرحموا لحالي ويقدروا وضعي, ويزيحوا بعضا من الحمل عني...."لكــــــن"اللليل شمسا...؟ أللجهل نورا....؟ أللسواد شعاعا وضياء..., ؟
بالطبع لا, هذا هو حال من لجأت لهم واعتقدت الخلاص سيكون منهم والعفو سجية فيهم, يا للأسف بدلا من أن يضعوا الماء على النار وضعوا الزيت على النار, اخبروني إني مخير بين مرين،,,
مر أمي وهو تركها المنزل وغضب والدي إلى جانب ضياع أخوتي
مر زوجتي بإبعادها عن حياتي ونزعها من بنيا ن داري
كل منهما أمر من الآخر ورغم ذلك أردت تجرع العلقم دون أن يدري الصبار, فأخذت زوجتي مع والدها لكي اريهما دار أخرى وأهلي سيقفون حينها عند الأمر الواقع, رغم ذلك إلا أن الذئـــــــاب المفترسة لا تقنع من نهش الضحايا البريئة والنيران لا تكف من حرق الأعواد الهشة, هذا هو آبيها الذي اعتقد ومن خلال حبي لابنته إنها ستكون نقطة ضعف تجعلني ارذخ لمطامعه وجشعه, لم يقدر أني قد اخسر أهلي من اجل ابنته, فأبى إلا التعالي والكبر, لم يدر انه بذلك يؤدي إلى خراب دار ابنته بيديه, وما هي إلا ليلة قضيناها تحت سقف واحد, فشاءت الأقدار آن تكون آخر ليلة تجمعنا الأجساد دون الأرواح, وفي صباح اليوم التالي هاجمتني الأمراض وانقضت على مفاصلي الأوجاع, فأرجعتها إلى بيت أبيها وبقيت طريح الفراش ثلاثة أيام بلياليها, وهنالك ودعت تلك الحبيبة دون أن تدري, وعندما كانت منتظرة رجوعي لها, كانت ورقة طلاقها ذاهبة إليها.
"فارقتها فراق النهار للشمس والأذن للهمس " ليس لأني لم اعد أحبها أو أني بغير حاجة لقربها....ا على العكس كلما مر يوم بعدها ازداد شوقي لقربها وكل ما حاولت تجاهل ذكرياتها أجد طيفها يلاحقني أينما ذهبت, فارقتها منعا لفتح نزيف الجراح من جديد, وردما لجحيم المشاكل التي قد تشتعل ولو بعد حين....
ارتاحت والدتي لاختياري هذا.....ا ولا أدري ما لذي جعل من زوجتي عدوا يجب طرده....؟
ا ومرضا لا يجب تطبيبه بل استئصاله....؟
أهي غيرة الأم من زوجة ابنها لاعتقادها أنها أخذته منها...؟
أم هو الغرور وحبها السيطرة على الآخرين كما هو حال أبينا معها..؟
أم لان زوجتي ليست من أسرتها...؟
رغم هذه التساؤلات إلا انه لا جدوى من الإجابة الآن لأن النتيجة واحده (الطلاق).
الطلاق الذي تبعه هموم كثيرة وآهات عديدة وليال مظلمة كآيبـــــة.
قرروا أن يبعدوا عني كل هذا, فبدأو بالبحث عن امراءة أخرى لعلهم ينسون القلب حبيبه, ويخففون من عقلي تفكيره وشروده, لم يعرفوا ن حبها جارفي الدم وساكن في الفؤاد ومعشش في الأركان.
هاهي الأيام تمر وساعات الحياة مع امراءة جديدة قد أوشكت,, لكن,,
أتعلمون كلما دنت اللحظات, وأتذكر أني سأقترن بفتاة أخرى, تمنيت أن تكون نهاية عمري قريبة, ليس اعتراضا على قضاء الله قدرة, وإنما خوفا أن أكون ظالما
لقلبي الذي لازال متعلقا بالماضي وتلك الفتاة التي ستكون هي الحاضر.......
المفضلات