ملحق الثقافة
ضجيج يشبه الغناء والشعر والموسيقى
تَغزلُ الشمس خيوطها على قماش الغيم لوحة مشبعة برائحة البرتقال، وتترك للأزرق أن يتنفس من شبابيك تنفتح على باب السماء.
تفك أزرار القميص، قميصها الأصفر، لنومٍ على وسادة الحلم، تغمض عينيها، وتستريح وراء الأفق، تهبط على مدْراج الكون فيمرجح الهواءُ جدائلها، وتلوح للبسيطة والبحر والرمل والعشب فيندلق الصمت والسكون على الكائنات.
وحدها الأشجار تحرس الحواكير وتخبئ العصافير بين أضلاعها وتفرك أصابعها لتنضج الفاكهة.
في الغروب سِحرٌ يشبه صَخب الولادة.
وسكون يضارع لحظة التجلي الدويندي *.
يتعشقها البحر فيخط صورتها على جسده وشماً بالأحمر الأرجواني، وأصفر يزخرف نيليَّ الميناء بارتعاش التبر وبريقه.
في الغروب ضجيجُ حياة، يشبه الغناء والشعر والموسيقى، ونايُ الرعاة وصوتٌ يسيل من الصحراء لحداء يدندن به الظاعنون.
وصمت يعرب عن لحظة شفيفة في وداع الحبيبات.
تهم الشمس للمغيب، وتدلف إلى رم وادي القمر، فترقص وقت دلوكها بحرير طرّزَ الثوب على بذخ الرمل، وفي البترا تتمرجح ضفائرها على تلال وردية خجِلة، ويحنّي البحر راحتيه بالبرتقالي فتقرأ صورة الجمال آية يقولها الضوء ال يمسّ عين القلب بدفء الرحيل.
غسق يرسم اللحظة لوحةً في الطبيعة التي تبهج الفؤاد بالسكينة والجمال ورغبة التأمل.
ح. ن
تصوير - صابر العبادي
المفضلات