حمدان الحاج
لا احد ينكر اهمية دور القطاع الخاص في دفع عجلة التنمية والاستثمار في اي بلد وخاصة الاردن الذي يعتز ايما اعتزاز بابنائه من القطاع الخاص.
ما نريد الحديث عنه ليس له علاقة بالادوار بقدر ما هو متعلق بالجشع الذي يبسطه بعض اصحاب محطات الوقود على الناس من مستخدمين للكاز او البنزين او السولار او غيرها من المشتقات النفطية التي يحتاجها الجميع يوميا وعلى مدار الساعة.
السؤال الذي يدور في اذهان اصحاب العلاقة والاختصاص من المواطنين لماذا تبقى تسعيرة المشتقات النفطية سيفا مسلطا على رقاب عباد الله شهرا كاملا اذا كان بالارتفاع او الهبوط؟. ولماذا يصر بعض اصحاب محطات الوقود على الابقاء على هذه الاسعار كما هي لمدة شهر كامل ثم يعاد تسعيرها من جديد حسب الاسعار العالمية كما يظن انها كذلك؟.
لقد تحررت الحكومة من كل انواع الرقابة والتسعيرة المسبقة على البضائع وتكتفي الان بدور رقابي اقل من عادي وهو انها تطالب اصحاب البقالات والسوبرماركت والمولات وحتى معرشات البطيخ حينما يكون البطيخ قد فرض نفسه على الساحة وما تحتويه تلك المعرشات من خضار وفواكه تضاهي ما تعرضه المحال المتخصصة في هذا المجال بوضع التسعيرة ، الا ان اصحاب محطات الوقود يرفضون ان يكونوا مثلهم مثل بقية المواطنين في القطاعات الاخرى ويفضلون ان تبقى مساهماتهم في العمل اليومي وتعاملهم مع الناس على مبدأ "الضرر والضرار" لا في اطار "لا ضرر ولا ضرار" لانهم يرغمون الناس ان يبقوا يدفعون فواتيرهم اعلى على مدار شهر كامل الى ان ياتي فرج الله في الشهر الذي يليه ليقولوا للناس اذا ارضاكم ما كان في الشهر الماضي فاننا ناتي لكم باسعار اعلى هذا الشهر متعللين بارتفاع اسعار المشتقات النفطية عالميا ولهذا فان هذا القطاع الفريد المتفرد ليس كمثل غيره من القطاعات اذا بقي يحكم نفوذه على الناس أبوا او قبلوا لانه لا بديل عنهم مع ان الافكار الشمولية والادوات التي يستخدمونها ليست صعبة لدرجة انك لا تستطيع اعادة برمجة الاسعار من جديد وفق تعليمات ومعلومات معدة مسبقا من قبل مبرمجين وتسير الامور بسهولة كما غيرهم من القطاعات التي كانت تدعي انها هي الوحيدة القادرة على فرض ذاتها وتصورتها على عبادالله وفجأة تجاوبت مع التغييرات ولم تحصل كارثة ولم تخرج الناس في الشوارع لا احتجاجا ولا بهجة بما صنعوا وسارت الامور على اكمل وجه وهي ما تزال كذلك.
من الذي يمكن ان يدعي انك لا تستطيع ان تقنع اصحاب محطات الوقود ان التسعيرة اليومية هي خير لهم وللناس وأبعد عن الشك والريبة في العلاقة بينهم وبين المواطنين اولا واخرا فلا احد يدعي الكمال ولا احد يريد ان يزيد من اعباء الاخرين ولكن لماذا يصرون على هذا الحال والاستمرار في جلد انفسهم وجلد الاخرين على مدار شهر كامل في حين ان العالم كله يبدل ويغير اسعار مشتقاته النفطية ليس اولا باول فقط وانما في كل وقت وبعيدا عن الحساسيات التي لا اساس لها لان الاصل في الاشياء ان الناس للناس.
من بدو ومن حضر هم خدم بعضهم لبعض وان لم يشعروا ، لان الله قدر ان يكون هذا عاملا وذاك مهندسا والاخر طبيبا والرابع سائقا وهكذا حتى تكتمل منظومة العمل وحتى نجد من يقوم بالادوار ويكمل بعضنا بعضا وليس فينا من هو افضل من الاخر الا بما يقدمه لخير وطنه وامته.
المفضلات