أبواب
من أجل تجنب الفشل !
نسعى للنجاح في حياتنا ،على الاقل من اجل ان نتجنب الفشل ...فالنجاح بداية لطموح اخر من طموحات الحياه ؟
والسعداء هم الذين يثابرون من اجل ان تكون حياتهم مكلله بالنجاح المتواصل ...
والحياه بكل ما فيها من محطات يشكل النجاح ابرز واهم محطاتها ،ومن خلاله يرى الانسان الحياه بمنظور مختلف ،وفكر ثاقب ،ورؤية باعثه على الابداع والدخول الى مناطق اكثر صعوبة في الحياة ....
ولكن الحياه ليست نجاحا فقط ،ففيها ما فيها من الصعوبات والالام والعثرات ...وعلينا ونحن نعيش النجاح ،ان نتوقع الفشل ،لكن لابد من مواجهته بكل تحدٍ وثقه ،لانه هو بداية لنجاح اخر في حياتنا ...
وعلينا ان ندرك ان النجاح في الحياه ليس في التحصيل الدراسي فقط ،بل في كل شيء في الحياه ،النجاح في الاسره ،والمدرسة والجامعة ،ومع الاقران ،وفي العمل ،والطريق ،والتعامل مع الاخرين ....
والانسان عليه ان يدرك ان لديه طاقه كبيره ،لابد ان يستثمرها بما يعود عليه بالفائده والنجاح في كل مجال من مجالات الحياه ...
واذا كان جل اهتمام الناشئه بالنجاح في حياتهم الدراسية فلا بد ان نشير الى اهمية ذلك حيث يرى الاستاذ الدكتور عبد الرحمن عدس الخبير التربوي في القياس والاحصاء والاختبارات ان الحاجه الى التحصيل يمكن ان تفهم بطريقة افضل من خلال الافتراض بان الافراد في الحقيقه يخبرون مزيجا من نوعين من الحاجات : الاولى ان ينجحوا والثانيه ان يتجنبوا الفشل . وطبقا لذلك فان الاشخاص المرتفعين في الحاجة الى التحصيل لديهم دافع اقوى لان ينجحوا مقارنة بدافع تجنب الفشل .اما الاشخاص ذوو الدافعية الدنيا للتحصيل فيختارون على الاغلب مهمات متوسطة للصعوبه .من المؤكد ان المهمة التي هي اكثر من متوسطة في صعوبتها فانها تقدم امالا ضعيفة بالنجاح عليها ولذلك يكون الدافع للعمل عليها متدنيا .ان حل المسائل في مجال التفاضل والتكامل لايبدو عملا مغريا لطالب في الصف همه النجاح والتحصيل لانه لن يكون لديه الا فرصه ضعيفة في النجاح فيها .والاعمال التي تكون سهله جدا ،على ايه حال ،تقدم تحديا متدنيا ،ولذلك فانها لاتقدم معيارا مناسبا لقياس دافعيه النجاح .اما المهمات متوسطه الصعوبة ،فانها تقدم افضل توفيق بين الحاجه الى النجاح وامكانية النجاح .
والتعلم يبدو مختلفا للاشخاص المدفوعين لتجنب الفشل حيث ان همهم الاولى يكون تجنب التهديد او العار من الفشل والذي يكون على اعلى قوته في حالة المهمات المتوسطة الصعوبة .ان المهمات التي تلقى قبولا عند الافراد ذوي الدافعية العالية للتحصيل كما يشير الدكتور عدس تبدو بشكل خاص غير سارة لهؤلاء الاشخاص وبدلا من ذلك فانهم يختارون المهمات اما الصعبة جدا او السهله جدا فالمهات السهلة جدا غالبا ما تضمن النجاح ولذلك فانها لاتخلق اي قلق من الفشل .اما المهمات الصعبه فانها تبدو مستحيلة مما يجعل الطلبه لايشعرون بانهم سبب الفشل وانما ذلك قد حدث عن طريق الصدفه ،او لاسباب لا يمكن السيطرة عليها .
ونتائج الابحاث تؤيد هذه المشاهدات .ففي نطاق الدراسة الجامعيه فان الطلبه الذين هم بشكل خاص لديهم حاجه مرتفعة للتحصيل يركزون على حقول متوسطة في صعوبتها .وفي نطاق المدرسه الابتدائيه فان الطلبه الذين لديهم دافعيه معاكسة يميلون الىاختيار مسائل سهله جدا او صعبه جدا في نفس الظروف .وفي المدرسه الابتدائيه ،فان الطلبة المرتفعين في حاجتهم الى التحصيل يحملون في العادة اهدافا مهنية واقعيه مقارنه بالطلبه المنخفضين في دافعيتهم للتحصيل ،والذي يعني بالنسبه للاكثرية منهم اهدافا متوسطه في صعوبتها واهميتها .
ان تفضيلات الطلبه الذين لهم دافعية قوية للنجاح والتحصيل تتناول مهمات لا تزيد في مستويات صعوبتها عن الحد الذي يمكنهم القيام بها والنجاح فيها متفقة مع النصيحة التي غالبا ما تقدم للمعلمين بان يعطوا لطلابهم مهمات فيها نوع من التحدي ولكن في الوقت ذاته يمكنهم ان ينجحوا فيها .ومع ان معظم التعلم الصفي يبدو انه مصمم ليلائم الطلبة ذوي الدافعية الاقوى للنجاح فان الكثير من الطلبه لديهم دافعية تجنب الفشل .
في الحياة دائما عليك ان تحاول ان تكون ناجحا..لكن اذا فشلت عليك ان تحاول ان لا تفشل مرة اخرى ..ولعل الفشل يمنحك فرصة اقوى لنجاح افضل في مستقبل الايام..لكن اياك ثم اياك ان تضعف وتبقى من المحبطين..والعاقبة للمثابرين..
د.عدنان الطوباسي
المفضلات