خليل عبد اللطيف
الأحد 8-10-2006
بدأت الحضارة في الشرق الأدنى القديم (المنطقة التي تقع شرق المتوسط مع مصر وصولاً الى حدود الهضبة الايرانية ) .فهو مهد الحضارات في رأي الأغلبية من الباحثين والدارسين ,لقد تجمعت في الأودية أوعلى ضفاف بعض الأنهار في المنطقة ,الأسباب والعناصر والظروف التي سحمت بحدوث (الثورة الزراعية )
وفي فترة مبكرة ,فقد اكتشف (برايدوود) وفريقه آثار قرية زراعية كاملة في شمال العراق تعود الى حدود 6000 سنة قبلالميلاد ,وربما يعثر على أدوات أو مظاهر نشاط زراعي قبل ذلك أيضاً .
عرفت المنطقة وفق المكتشفات والتقنيات التي احتاجتها الثورة الزراعية ,أو التي نتجت عنها ,من غزل ألياف بعض النباتات وجعلها سلالاً وحبالاً ,وصنع الفخار وجعله قرباً وأواني ,والعثور على المعادن الخام أو المحسّنة بفعل الظروف الطبيعية وخصوصاً في الأحواض المائية ( كالذهب والفضة ثم النحاس الطري 4000 - 3500 ق.م ) »عصر النحاس« ثم اكتشفت بالتجربة ,ومن خلال الاستخدام المكثف للنار التي كان الانسان قد اتقن استخدامها بل وعبادتها ,طرائق صهر هذه المعادن فكان البرونز أولاً (من النحاس والقصدير ) في حدود 2500 ق.م (عصر البرونز ) ,ثم الحديد بعد فترة في 2000 - 1500 ق.م (بينما لم يصل الحديد الى أمريكا إلا بعد 3000 عام من هذا التاريخ ومع كولومبوس ) .
أتاح تصنيع الأدوات المعدنية ,وخصوصاً الحديد ,فرصة توسيع النشاط الزراعي والتقني من خلال استصلاح أسرع وأوسع للأراضي باستخدام الفأس والمحراث وأنظمة الري .وراكم ذلك المزيد من المحاصيل والانتاج ففرض قيام مهارات وصناعات موازية (مثل صنع أواني الفخار الضخمة ) ,وسمحت هذه الوفرة مع تحسن نوعية وسائل النقل (العجلات المعدنية ) بتوسيع التجارة بالمبادلة والمقايضة في البدء ,الأمر الذي أسهم في انتشار انجازات الحضارة ,لكنها أتاحت كذلك تحسين نوعية الأسلحة (وخصوصاً الرماح والسيوف ) وصنع عجلات حديدية للعربات المقاتلة السريعة مع تدجين الحصان البّري ,مما وسع من فرص الغزو ونوعيته والاعداد المشتركة فيه ,وبخاصة بعد ماأصبحت التجمعات الزراعية المرفهة والمتمدنة نسبياً ,هدفاً لغارات الجماعات البدوية الرّحل المجاورة والتي كانت ولاتزال تعتمد على الصيد والرعي فقط ,وهو ماأكسبها المراس والقوة ,هذه العناصر المادية والتقنية تراكمت طويلاً لتنشئ أولى التجليات الحضارية في منطقة الشرق الادنى القديم , في بعض الادوية الخصبة او على ضفاف انهار المنطقة : ( الفرات - دجلة - النيل ) و غيرها و ذلك بدءاً من الالف الرابع قبل الميلاد , في بلاد ما بين النهرين اولاً , ثم وادي النيل - مصر القديمة ) ثانياً , و في ازمنة متقاربة جداً كانت الجزيرة بين ( دجلة و الفرات و جنوب العراق ) و دلتا النيل في مصر المنطقتين الاكثر ملائمة لتراكم عناصر الحضارة و انطلاق دورة حضارية متقدمة اقتصادياً و اجتماعياً و علمياً و سياسياً . لقد ازدهرت مدن سومرية في بلاد ما بين النهرين في فترة مبكرة مثل كيش ( 4000 ق .م ) و أور( 3500 ق.م ) و بلغت مستويات متقدمة في التنظيم و الادارة و التشريع و العلوم فكانت الكتابة منذ ( 3600 ق.م ) و نظام دقيق للري منذ 4000( ق .م)فازدهرت الثروة و عدد السكان و كان لديهم اساطير و ديانات متعددة و كانت ذروة تفكيرهم و تنظيماتهم شريعة حمورابي حوالي ( 1740 ق.م ) التي احتوت على ( 280) قانوناً و كذلك بلغ التقدم ذروته في مصر القديمة لأسباب عملية و بفعل الممارسة و الخبرة ,نشأت في بلاد مابين النهرين ثم في مصر معارف حسابية (العدّ والأرقام) وفيزيائية (نظام جديد للري ) وفلكية (وضع تقويم للسنة والفصول والشهور والأسابيع ) وهندسية (لاعادة رسم حدود الأراضي بعد فيضان النهر السنوي ) الى العمارة وفنونها التي بلغت ذروتها في مصر القديمة الأهرام وتحديداً هرم خوفو (2600 ق.م) وهو كتاب مصر القديمة ,الذي يختزل التقدم المذهل الذي بلغته في علومها وسياستها واجتماعها ودينها ,ولايزال الى اليوم شاهداً على عظمة مصر القديمة ويحّير الباحثين بهندسته وبرموزه وأسراره والمقدرة والتقنية العالية التي توصلوا فيها بناء هذا الهرم العظيم فكان على مر التاريخ (إحدى عجائب الدنيا السبع ) وهذا برهان على قدرات العقل البشري وارادته وإبداعه فهو العامل الذاتي الحاسم دائماً في نشوء الحضارات وتطورها .لأن الانسان أحدثها في الحيز الطبيعي الذي يحيا به
منقول
ومن ناحية اقدم مدينة
هناك من يقول
انها دمشق
وهنا من يقول
انها اريحة
والله اعلم
آسف اخي
بس هادا الي اقدرت اساعدك فيه
احترامي
المفضلات