بســم الله الـرحمــن الرحيــم
السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،
هشام الهلالي
ما زالت تتلاحق فضائح قادة السلطة الفلسطينية يومًا بعد يوم وتنكشف أمام الرأي العام؛ لتظهِر للعالم حقيقة مَن يحكمون الفلسطينيين ويتهمون الشرفاء من أبناء الوطن أمثال حركة حماس وغيرها من القوى الفلسطينية؛ حيث اتهم مسئول ملف الفساد السابق في المخابرات الفلسطينية "فهمي شبانة" مسئولين في السلطة بالضلوع في تسريب وبيع عقارات فلسطينية في القدس لإسرائيليين، عارضًا ثلاث قضايا كدليل على صحة اتهاماتِه.
وفي مؤتمر صحفي بالقدس المحتلة قال "شبانة": "إن أحد مستشاري الرئيس محمود عباس حاول منعي من حماية العقار المملوك لمنظمة التحرير، والواقع بالقرب من المسجد الأقصى في منطقة المصرارة، المعروف باسم عقار العارف، وادَّعى أن المستشار قام بتعطيل خطواته في حماية هذا العقار من التسريب"، لافتًا إلى أنه بات اليوم بحيازة الكنيسة العالمية التي تديرها دوائر إسرائيلية، منوهًا إلى أنه يملك صورة للعقار في موقعه الإلكتروني.
خيانة عظمى
وتحدَّث شبانة عن قيام مسئولين بملف القدس بتكليف أحد المحامين ودفع أموال باهظة له للدفاع عن ملكية عقار يقع في القدس بالقرب من المسجد الأقصى بحي الشيخ جراح، ولكنه قام بمحاولة تسليم هذا العقار لإسرائيل، تحت ذريعة أن العقار يمتلكه فلسطينيون يقيمون بالخارج، وقال: "هذه قمة الخيانة لهؤلاء القابعين في الشتات، والذين يحلمون بعودتهم لأرض الوطن، ليجدوا أننا قد سرَّبْنا أملاكهم، وقد تمكنت بحمد الله من إيقاف ذلك، وبعد اعتراضي على هذه الفضيحة والخيانة استعدَّ هؤلاء أن يوقفوا عمل هذا المحامي، لكنهم استمروا في توكيل هذا المحامى الخائن لمزيد من القضايا الحساسة له إلى يومنا هذا، ولم يرتدعوا من اعتراضي على هذه الخيانة مما يدفعني إلى اتهامهم بالتورط مع هذا المحامي ووجوب محاسبتهم واتهامهم بالخيانة العظمى".
وأضاف شبانة في القضية الثالثة: إن ضابط أمن فلسطيني يدعى (م- د) قام بالشروع في بيع عقار يقع بمحاذاة المسجد الأقصى بباب حطة لمستوطنين، حيث قام أصحاب البيت الموجودون بالأردن بتكليف هذا الضابط ببيع عقارهم المذكور، ولكنه ذهب للبحث عن مشترٍ يهودي لزيادة عمولته، مشيرًا إلى أنه قد "وصل هذا المسئول إلى من يدفع له عمولة على البيع من المستوطنين بمبلغ مائة ألف دينار أردني، وقد تم ضبطه والتحقيق معه واعترف بخيانته ومحاولته تسريب العقار".
وتابع شبانة القول: "وبدلًا من أن يقدَّم هذا المسئول للمحاكمة بتهمة الخيانة العظمى تم التقرير بالاكتفاء بحجزه يومين مدة التحقيق وليس سجنه بل ترقيته من وظيفة مرافق لأحد الألوية في الأمن إلى العمل في الأمن بمنطقة القدس، ولدى اعتراضي فهمت أن له شقيقين في حرس الرئاسة، فقررتُ تقديم استقالتي على هذه الخيانة بتاريخ (22/1/2009) وحينما خاف رئيس المخابرات م- م من موقفي وإصراري على المحاسبة عرض عليّ كحل وسط أن يحوله للنيابة العسكرية، ولم أوافق على ذلك؛ لأنه مقرٌّ ومعترف خطيًّا وبالصوت والصورة".
إنهم يبيعون القضية!
ولفت شبانة الأنظار إلى أنه مُنع من متابعة الموضوع؛ حيث تم سجنه بعد أيام من قِبل إسرائيل بتاريخ 18/2/2009 "وبعد خروجي من السجن علمتُ أنه لم يعاقب على الإطلاق، وهو اليوم على رأس عمله في قوات الأمن الوطني الفلسطيني".
وأضاف شبانة: "ماذا بعد هذا؟! إنهم يبيعون القدس، فأين الشرفاء في هذا العالم، وإلى كل مَن طلبوا مني الصمت أسألهم الآن: أليس في صمتي خيانة؟! لقد حاولتُ علاج هذه المواضيع خلف الكواليس، ولكن دون نتيجة تُذكر!".
وتساءل شبانة: "أليس من حقي أن أحتفظ بهذه الملفات للمصلحة العليا للشعب الفلسطيني وألا أتركها في الأدراج المغلقة؟! أعرف أنني في خطر، ولكني مُحاط به منذ سنين طويلة، ولهذا حفرتُ قبري وسجّلت كل المعلومات ومزيدًا من الوثائق والمعلومات الخطيرة بالصوت والصورة".
ثم تابع: "كذلك سجّلت أسماء مَن يقف خلف محاولات إسكاتي والنَّيْل مني ومن صوت الحق ولكن هيهات لهم، إلى كل الشرفاء سواء أحبوني أو كرهوني أقول لهم: إن قضية القدس أكبر من مصالحكم الشخصية، فلنلتف حول القدس ولنشكل الدرع الحامي لها من كل الفاسدين الذين يسرقونها قطعةً قطعة".
وأكد شبانة على أن "مؤتمره هذا ليس موجهًا ضد الرئيس أبو مازن شخصيًّا، بل على العكس؛ فاتخاذه قرارات ومواقف جريئة بمحاربة الفاسدين وإقصائِهم عن حلبة المسئولية ستؤدي إلى التفاف شعبي كامل حوله ويقوِّي موقفَه التفاوضي والانتخابي أيضًا".
هذه الأحداث ليست نهاية المطاف، أو بمعنى آخر ليست آخر ملفات الخيانة لقادة السلطة الفلسطينية، الذين يتربح معظمهم على دماء وأشلاء الشعب الفلسطيني، ويكيلون الاتهامات للشرفاء من أبناء الوطن أمثال حماس وغيرهم من القوى الوطنية التي تدافع عن قضايا الوطن بشرفٍ وعزة، وفي النهاية فلا بد من محاكمة شعبية تطال هؤلاء المجرمين الخونة الذين يبيعون منازل الفلسطينيين في القدس للعدو الصهيوني، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
الاسلام اليوم
المفضلات