أبواب
طلبة في الابتدائية يفخرون باقتناء «خليوي»
احضر صديقه في المدرسة «هاتفا خليويا»حديثا وعرضه على طلبة صفه أثناء الاستراحة مفتخرا باقتنائه. وتفاجأت أم عمر بطفلها البالغ 7 سنوات حين عاد بعد انتهاء اليوم الدراسي يخبرها باقتناء ابن صفه لهاتف, ويخاطبها « ماما اشتري لي موبايل لا اريد لعبة ..اريد موبايل مثل صاحبي.
هوس اقتناء الموبايلات ظاهرة جديدة على المجتمع فكثيرا ما نرى اكثر من موبايل واحد تقتنيه طالبات بالمدارس وافراد في امكان عملهم باعتبار انه كلما زاد عدد الخليويات زاد ت اهمية الفرد التي اصبحت تقاس بمثل هذه الامور .
لكن الملفت للانتباه هو قبول اسر الاطفال على شراء ( هواتف نقالة ) لابنائهم والبعض منهم لا يزال في الصفوف الابتدائية الاولى فيساعدونهم بطريقة او باخرى على الاعتياد على ادخال وسائل التكنولوجيا الحديثة مبكرا على حياتهم بما تحمله معها من سلبيات لا تتناسب واعمار هؤلاء الاطفال .
ام عمر التي قامت بمراجعة مدرسة طفلها للاستفسار عن السماح لبعض الاطفال باحضار هواتفهم النقالة اثناء الدوام المدرسي تفاجأت برد مديرة المدرسة بان الاسرة لها الخيار بشراء هواتف نقالة لاطفالها وان االمدرسة لا تمانع هذا الامر شريطة ان يبقى الهاتف مغلقا لحين انتهاء الدوام ؟؟
ولاتتوقف هذه الظاهرة على الاطفال فحسب بالرغم من خطورتها عليهم الا ان هوس اقتناء الموبلايت بات امرا طبيعيا لدى الكثيرين فكثيرا ما نرى اشخاصا يقتنون اكثر من موبايل ويتفاخرون بذلك بالرغم من زيادة التكلفة المالية عليهم ويضعون قضية الهواتف وكأنها أولوياتهم الحياتية .
الدكتور حسين الخزاعي استاذ علم الاجتماع المشارك في جامعة البلقاء التطبيقية قال ان سبب اقبال المواطنين على اقتناء اكثر من هاتف خلوي يعود الى التنافس الموجود حاليا بين شركات الخلويات وعروضها التي تغري المواطن على الاقبال عليها . واضاف : الهواتف الخلوية اصبحت تتضمن امتيازات عديدة تخضع جمعيها للتقدم التنكولوجي كادخال صور ونغمات وانترنت على هذه الاجهزة وجميع هذه الامور تجذب المواطن وتجعله يقدم على شراء الاجهزة الخلوية واقتناء اكثر من جهاز في ان واحد بالرغم من تكلفتها المادية عليه .
ونبه الخزاعي لخطورة استخدام الهواتف النقالة من قبل الاطفال مشيرا الى ان نسبة استخدام الاطفال للهواتف الخلوية في ازدياد نتيجة موافقة اسرهم على هذا الامر معتبرا ان هذا السلوك خاطىء ويقود الى اعتياد الاطفال على الهواتف بشكل كبير . واشار الخزاعي الى ان الاطفال والمراهقين بشكل خاص يحتاجون الى التركيز على امور اكثر فائدة بحياتهم كالدراسة والمشاركة في الحوار مع ابائهم وامهاتهم خاصة وان الهواتف النقالة تشغل اوقاتهم وتساعدهم على البقاء منعزلين عن باقي افراد اسرتهم كونهم اعتادوا على تبادل الرسائل مع اصدقائهم والعبث بتقنيات الهواتف التي بحوزتهم . واوضح الخزاعي انه تبعا للأحصائيات المتعلقة بالهواتف الخلوية فانه كلما زاد عدد افراد الاسرة زادت عدد الهواتف بالاسرة مما يعني ان كل فرد في الاسرة اصبح قادرا على اقتناء هاتف خلوي بما فيهم الاطفال وبدعم وتشجيع من اسرهم .
واضاف ان متوسط عدد الرسائل اليومية التي يرسلها الفرد يوميا ( 39 ) رسالة ويستقبل ( 25 ) رسالة يوميا وهذه النسبة تتركز عند فئة المراهقين الذين اصبحوا غير قادرين على الاستغناء عن الهواتف الخلوية في حياتهم .
وفي الوقت الذي يؤكد به اخصائيون تربويون خطورة استخدام الهواتف النقالة بشكل دائم على الطلبة فان بعض المدارس لا زالت تسمح لطلابها باحضار الهواتف النقالة اثناء الدوام المدرسي مشترطة بقائها مغلقة لحين انتهاء الدوام في الوقت الذي اصدرت فيه معظم المدارس الخاصة تعميما وزعته على طلابها منعت به احضار اي هاتف نقال على المدرسة واكدت انها ستقوم بمصادرة كل هاتف يتم ضبطه مع اي طالب .
ويقول اخصائيون تربويون - بأن الطلبة بامس الحاجة لقضاء اوقاتهم في اشياء مفيدة كالدراسة وممارسة انواع مختلفة من الرياضة والمطالعة بدلا من قضائهم ساعات وهم يتبادلون الرسائل مع اصدقائهم ويلعبون بالالعاب المتوفرة بالهواتف الخلوية . وطالبوا الاسر بعدم تلبية مطالب ابنائهم بشراء هواتف نقالة جديدة كلما تم الاعلا ن عن نوعيات جديدة من هذه الهواتف خاصة وان التقنيات المتسارعة في عالم الهواتف النقالة لا تقف عند حدود وتبقى تحمل بطياتها تشويقا للأطفال والمراهقين بشكل خاص لاقتنائها مما يتطلب من الاسر ان تكون حازمة حيال هذا الامر ولا ترضخ لمطلب الابناء بشراء كل ما هو حديث قد لا يناسب اعمارهم ويسهم في اعتيادهم على كل ما هو ضار بحياتهم .
سهير بشناق
المفضلات