بدعوة من جامعة اليرموك ألقى سمو الأمير الحسن بن طلال المعظم محاضرة حول التمكين القانوني للجميع بحضور الدكتور سلطان أبو عرابي رئيس الجامعة .
وفي بداية المحاضرة دعا سموه الى ضرورة التخطيط العلمي السليم في ظل ما يسود العالم من برامج للخصخصة والعولمة المادية وغياب الحاجة للبحث عن الأولويات للمجتمعات مبيناً ان هذا التخطيط يجب ان يستند الى تحقيق الهدف في مجالات المواطنة التي تبنى من القاعدة الى القمة والوصول الى العدالة وسيادة القانون وحقوق الملكية والعمل .
وأكد سموه ان الدول بمجملها لاتستطيع ان تغذي نفسها بمواردها المحلية وهذا مايقلق الجميع في ظل تغير مفهوم السياده وظهور الاباحه والتوسع للاخر القوي لافتاً الى ما تنشده الجميعة العامة للأمم المتحده ودعوتها لكافة قارات العالم لمشاركة الفرد واظهار قدرات المجتمع المدني واتاحة الفرصة للناشطين في مؤسسات القطاع المدني العام لانهم المحرك لطاقات المجتمع .
وأوضح سموه ان التمكين القانوني للجميع يجب ان يلغي مفهوم ان الأغنياء يزدادون غناً والفقراء يزدادون فقراً وانجاباً وتفعيل التمكين القانوني للجميع للوصول الى كيفية الوصول الى حقوق الملكية والعمل للنهوض بالعيش الكريم للفقير وكيفية وصل مؤسسات المجتمع المدني الى تشجيع التمكين القانوني للفقراء والتركيز على المحتوى والمضمون لأن التميكن القانوني هو تجذير فكري واطاري للقضاء على مظاهر الفقر ويقوم على الانصاف لخدمة الانسان وتجعل صوته مسموعاً للوصول الى هدف تنموي وانمائي للحاجات الأساسية الانسانية مبنية على العدالة ومنسجمة مع المعايير المتوارثه وهذا يتطلب مراجعة التشريعات الموضوعة وجعلها اكثر مواكبة للتمكين القانوني
واشار سموه الى ان الانسان والطبيعة والاقتصاد محاور مترابطة وأي اختلال فيها يؤدي الى نهاية المدن العظيمة مشيداً برؤيا جلالة المغفور له الحسين بن طلال طيب الله ثراه الذي قال الانسان أغلى مانملك ، وتفعيل هذا الانسان بالتجارب الناجحه التي يشهدها العالم والتي تهدف الى تنمية الانسان وتمنى على دول الشرق الأوسط الى عقد جلسة حكماء لوضع نظره الى المستقبل للنهوض بالانسان ليكشف عن طاقاته الابداعيه الكامنة فيه من خلال ثقافة تشاركية قائمة على الحوار العقلاني بين الأشخاص للوصول الى مشروع يقوم على رؤيا واضحة لبناء الانسان والأوطان .
ودعا سموه الجامعات الاردنية الى ضرورة التنسيق والعمل معاً من خلال اعداد الدراسات والأبحاث التي تخدم الانسان والمجتمع والحصول على تمويل لها من مصادر عالمية لافتاً الى ان الأردن من الدول التي تتمتع بقدر كبير من الحرية والديمقراطية وهذا يدعو الجميع لكسر الجدران النفسية بين طبقات المجتمع لصالح الجميع .
وفي نهاية المحاضرة التي استمع اليها عدد من المسؤولين في محافظة اربد والساده العمداء ورؤساء الأقسام الاكاديمية والطلبة في الجامعة جرى حوار موسع وشفاف اجاب من خلاله سموه على أسئلة واستفسارات الحضور التي تناولت العديد من القضايا الدولية الاقتصادية والاجتماعية والصحية والانسانية .
وكان الدكتور سلطان أبو عرابي رئيس الجامعة وفي بداية المحاضره قد عبر عن سعادة أسرة جامعة اليرموك بلقاء سموه بين أهله وعشيرته وأكد استعداد جامعة اليرموك وكما هو عهدها ان تتواصل مع العلوم الحديثة التي يشهدها العالم في كافة المجالات بالاضافة الى تأكيده على دور الجامعة في التفاعل مع قضايا وتطلعات المجتمع المحلي الذي تعيش فيه لافتاً الى ان الجامعة ترتبط بعلاقات علمية وثقافية مع المئات من الجامعات العالمية العريقة ولها المئات من طلبتها المبعوثين فيها للحصول على أعلى الدرجات العلميه في التخصصات الحديثة التي يشهدها العالم والتي تصب في خدمة المجتمع والانسانية .
وتضمن برنامج سموه زياره لكلية الاثار والانثروبولوجيا في الجامعة واستمع الى ايجاز قدمه عميد الكلية الدكتور زيدان كفافي خلال جولة سموه في متحفي التراث الاردني والمسكوكات ومختبرات التحليل والصيانة والترميم في الكلية
المفضلات