جلطــة القلــب .. قاتلــة الشبـاب
''أشعر بألم شديد بالصدر يصاحبه غثيان وتعرق منذ ساعتين'' قال أحمد لطبيب الطوارئ في احد مستشفيات عمان بعد ثلاثة أيام من احتفاله بعيد ميلاده الثالث والأربعين، وخلال عشر دقائق كان احمد يتناول حبة الاسبرين ويعطى الاكسجين ويجرى له تخطيط كهربائي للقلب. والطبيب يخاطبه ''انت تشكو من جلطة قلبية حادة''
ويقول استشاري أمراض القلب الطبيب أيمن حمودة ان قصة احمد غريبة لشاب في الأربعينيات من العمر ، وليس في الأردن فقط، كما تشير دراسات أردنية عديدة.
55% من مرضى
الجلطة في عمّان دون 55 عاماً
ويضيف حمودة ان آخر دراسة اجرتها مجموعة اطباء القلب للأبحاث (JCC Group) على اكثر من 950 مريضاً يشكون من جلطة القلب الحادة (احتشاء عضلة القلب)، ونشرت النتائج الأولية لأول 666 حالة في مجلة القلب الدولية قبل 6 أشهر وسيتم تقديمها لمؤتمر القلب الأوروبي في صيف هذا العام .(MINTOR STUDY)
تبين ان 55% من مرضى جلطة القلب الحادة في عمّان تقل اعمارهم عن 55 عاماً وان 12% منهم تقل أعمارهم عن 40 عاماً! ، وهذه النسب العالية للمرضى (الشباب) لم تتوصل اليها دراسات غربية حيث يبلغ متوسط أعمار مرضى القلب 65 عاماً.
70% من الرجال المصابين بالجلطة مدخنون
ويقول ان تضيق احد الشرايين التاجية التي تغذي عضلة القلب بالدم والاكسجين والطاقة ينتج عن ترسب الكولسترول الضار والدهنيات في جدار الشرايين تحت تأثير عدة عوامل أهمها التدخين وارتفاع الضغط والسكري والكولسترول، اضافة الى زيادة الوزن وقلة ممارسة الرياضة. واظهرت الدراسة ان 70% من الرجال المصابين بالجلطة هم من المدخنين سواء ممن يدخنون السجاير او النارجيلة.
ويوضح بأن الطبيب حمودة مما لا شك فيه ان التدخين يتلف البطانة الداخلية للشرايين ويجعلها مهيئة للتخثرات الحادة، اضافة الى ان التدخين يرفع مستوى الكولسترول الضار (LDL) في الدم، ويخفض مستوى الكولسترول المفيد .(HDL)
كما يؤكد حمودة، ان الأمر المثير للقلق أن الغالبية العظمى من هؤلاء المرضى لم يشكوا سابقا من أي اعراض في القلب، وكانت شكواهم الأولى الاصابة بالجلطة الحادة بمعنى ان التضيق الشرياني البسيط الناتج عن التدخين، وعوامل الخطر الأخرى لا يؤدي الى أي ألم أو أعراض أخرى، ويزداد التضيق سوءاً الى ان يصل الامر الى انسداد تام بخثرة دموية حادة خلال ساعات فقط اما بشكل تلقائي او تحت محفز ما مثل العنف الشديد او الحزن العارم او القيام بجهد جسدي كبير في الشخص غير المهيأ لمثل هذا الجهد.
ويشرح الطبيب حمودة ان اهم هذه الدلالات هو أن المصابين بالجلطة القلبية الحادة نصفهم من (الشباب)، أي ممن هم لا يزالون في قمة العطاء والقدرة الانتاجية ومن هم ما يزالون مسؤولين ومعيلين لعائلات وأطفال وطلاب.
ويقرأ الطبيب حمودة لغة الارقام مبينا، ان نسبة الوفاة - في الدراسة - لم تبلغ 5% وهي نسبة اقل من دراسات غربية مشابهة، الا ان نسبة 10% ينتهي بهم الامر بالاصابة بضعف عضلة القلب مما يؤثر على قدرة ذلك (الشاب) على الاستمرار بوظيفته او قدرته على إعالة من هو مسؤول عنهم.
ويشير الى ان الدلالة الثانية هي الحاجة الى مزيد من الجهد في مكافحة التدخين واجراء الفحص الشامل لاكتشاف الضغط والسكري وارتفاع الكولسترول مبكراً، وتشجيع التزام المواطن بالرياضة، وتناول الغذاء الصحي وتخفيف الوزن. وشدد الطبيب حمودة على ان مكافحة التدخين بحاجة لجهد مكثف على جميع المستويات والصعد، ففي الغرب لا يجد المدخن مكاناً غير بيته وسيارته ليدخن فيهما، أما في عمان، فالتدخين تراه في المستشفى والمؤسسة، والدائرة والمصنع والمطعم والسوبرماركت وأماكن العمل وغيرها.
منوها الى دراسه وجدت ان هذا العلاج - بالقسطرة والشبكة - يخضع له ثلث المرضى، والثلث الثاني يعطى ادوية لاذابة الخثرة الحادة.
88% من مرضى القلب
المدخنين يعودون للتدخين
اما عن حالة احمد فيقول حمودة لقد تم علاجه بشكل سريع حيث خضع لعملية قسطرة الشرايين التاجية وتم توسيع شريانه التاجي الذي كان به انسداد تام (100%) واستخدمت شبكة لفتح شريانه وخرج من المستشفى بعد يومين ، لكنه عاد للتدخين بعد شهر من خروجه من المستشفى ، وها هو يشكو من آلام صدرية جديدة، وسيخضع لقسطرة ثانية.
وتشير دراسة سابقة ان 88% من مرضى القلب المدخنين يعودون للتدخين بعد عمليات القلب في الأردن!
المفضلات