في مقالته : حيرة العلماء في فهم ضمير الانسان
ربط ابراهيم كشت ضمير الانسان بعمل السلطات الثلاثة داخل الدولة
اخترت لكم هذه المقتطفات
يمارس الضمير دوره قبل الفعل وبعده، بمعنى أنه قد يدعو إلى سلوك معين أو ينهى عن سلوك قبل إتيانه . كما أنه قد يوجّه التأنيب على سلوك لا يقره، أو يبعث الرضا والسعادة في النفس نتيجة سلوك يواتيه ويعجبه .
أعتقد أن عمل الضمير في النفس يشبه إلى حدّ بعيد عمل السلطات الثلاث
التشريعية والتنفيذية والقضائية داخل الدولة
فالضمير يمارس دور التشريع من حيث أنه يقرر ذاتياً الأفعال التي يجب القيام بها والأفعال التي ينبغي الإحجام عنها
كما إنه يقرر لك مثلاً أن عليك أن تستجيب لنداء شخص يستغيث
هكذا ذاتياً وتلقائياً بغض النظر عن أية أسباب دينية أو قانونية أو اجتماعية
ويمارس الضمير السلطة القضائية داخل النفس، لأنه يصدر أحكاماً ذاتية داخلية على أفعالك بعد أن تقوم بها أو تحجم عنها، فكأنما يقول لك إن هذا الفعل لم يكن مقبولاً أخلاقياً، وذاك الفعل كان محموداً وفاضلاً.
أما دور الضمير كسلطة تنفيذية فتراه يمارسه من خلال ما يفرضه من عقوبة على السلوك الذي يرفضه، ومكافأة على السلوك الذي يستحسنه، فهو يؤنّب ويلوم ويعاقب، وقد يبلغ تأنيبه حدَّ استخدام الجلد بسياط الندم، وقد يبعث آلاماً نفسية متفاقمة، تؤدي إلى محاولة الشخص تصحيح فعله، والتوبة عن الإتيان بمثله، وربما محاولة القيام بأي سلوك يكفِّر عن خطئه .
إذن فالضمير نظام أخلاقي ذاتي داخلي متكامل، يقرر ويصدر أحكاماً ويعاقب ويكافىء، وهو الباعث الحقيقي على الفضائل، والتعبير الصادق عن الأخلاق، لأن الخُلُق هو الطبع والسجيّة، وهو السلوك الذي ينطلق من الذات بشكل طبيعي تلقائي دون تكلف، وإلا سُمّيَ تَخلُّقاً وليس خُلقاً ................
**********************
استوقفني الكاتب هنا في دور الضمير كسلطة تنفيذية
وسالت نفسي :
كم نسبة البشر الذين يطبقون هذه التشريعة
وكم نسبة من يؤنّب ويلوم ويعاقب
بالمقابل من هم مرتادو اسواق الضمائر الميتة
ومن يحتكم بالعرض والطلب من تجار الضمائر
؟؟؟؟؟؟
المفضلات