النكتة والطرفة الفلاّحية ــ 3
طرائف من حياة وذاكرة القرية
جمع وإعداد : الداعي بالخير: صالح صلاح شبانة
القزعر والمباطحه :ــ
الناس أيام زمان بقوا يتباهوا بالقوه البدنيه ، ومش غريب لمّا بقوا يجتمعوا بساحه من ها لساحات وينزلوا اثنين اثنين يتصارعوا ، واللي بقوا يقولولها (مباطحه) ومين ببطح الثاني ، وفي واحد بقى (قزعر) يعني قصير القامه وقوي البنيه ، وهذا معنى القزعر مشان ما نقعد نقزعر على بعض من غير مفهوميه بلا قافه ..!!
وهالقزعر بقى يبطح كل أهل البلد ، بسم الله ما شاء الله ، اللهم لا حسد ، حتى انه صار مغرور بقوته ، ويوم من ها لِيّام راح على لِمدينه ، فشاوروله على واحد قد لِفسيسي ، يعني العصفور اللي من أزغر أنواع العصافير اللي عرفناها ، وقالو له إنه حاطط جائزه ليره ذهب للي بقدر يبطحه ويرميه الأرض ....!!! والله زي ما تقولوا العرض مغري ومش معقول ، بس واحد بحط هيذ عرض ، بده يبقى قدها وقدود ، ومن أهلها ، وعلى شان هيذ ، المسأله بدها تكتيك ، وراقبه ، وهو يرمي كل زلمه قد الثور في لحظه ، يعني قوته رهيبه ، فما حب القزعر يغامر ويصير معيار في البلد ، مع إنه مبطح كل أهل قريته واللي حواليها من قرى ، والزلمه يعني لو حجمه كبير كان أخف بلا ، بس فسيسي يبطح ثيران ..؟؟
ومع ذلك وابو الذي ، قطع رزقته وصار يلاحقه تيمسكه مسكة خلاوي ، وهو ساهي ولاهي ويجرب حظه ، ما هي الحياه حظوظ ، ويوم شافه هو وجماعه بقحفوا في بير ، الجماعه تحت وبرفعوا له التراب في هالقفه وهو بكب هالترابات على الكوم ، زلمتنا القزعر قال لحاله : والله جابها الله وإجت ، هلقيت بخبطه شقعة ولاّ هو في البير ، وبقبض ليرة الذهب ....!!!
راح رجع لورا وتقدم يجري متحامي عليه وفي هذيك الشقعه إيّسُطه اياها على مقفاه ، نط ولاّ هو على طرف البير الثاني ، هون صاحبنا القزعر قال : الهزيمه ثلثين المراجل ، وراح معطي رجليه للريح ومنهزم ، ولفسيسي دفع خمس ليرات ذهب للي بدله عَ القزعر ولاّ يمسكه إياه تيجبن الحليب اللي مصّه من أمه..!!
الديك الحي :ــ
يوم من لِيّام راح واحد يزور واحد في بلد ثانيه ، والله الزلمه عنده هالديك مخبيه ليوم عوزه ، قام عَ الديك وذبحه وتغدوا همه والضيف عليه ، ترى بقى ملفى الضيف ملفى خير عَ العيله اللي بتكسر روتين العدس ولِمجَدّرَه ، وبتزفروا بمعيته ، وبقت قاعده إنه ما بيجي الضيف إلا ورزقته معه ، على شان هيذ بقى قدوم الضيف مدعى للفرح والمسرّه عند الناس ..!!
بعد الغدا الزلمه روّح على بلدهم ، ولسه ما لحق يقول لأهله السلام عليكم ، ولاَّ الزلمه اللي بقى عنده بتنحنح باب الدار وبقول : دستور يا اصحاب المطرح ، نط الزلمه يجري وقلبه وقع بين رجليه ، حسّب صار عندهم في الدار إشي ، خير اللهم اجعله خير ، قال له : سلامتك ، بس إجيت أزوركم ، يَمّ الزلمه نادى على مرته : هيه يا فلانه هيه ، روحي إمسكي الديك وجبيه ، مسكته وجابته ، يَمّ وهو واقف ، ومن غير ما يقول له فوت تفضل ، ناوله الديك ، وقال له : أنا تغديت معكم على الديك ، أما عليّ ما عليّ غير توخذ معك طيّب ، وحمله الديك وقال له : قلبي داعيلك بالسلامه ، ومن يومها صارت هذيك الحادثه في البلد مضرب مثل...!!!
لا تستغربوا ما غريب إلا الشيطان ، والديك بقى أيامها ثروة ، وزينة المزبله والخم ، وقعدته فوق قور المفتول ، ولاَّ مع مسخن الطابون هيبه ومهابه ، وبقى الشاطر وأخو أخته اللي بسحب لقمته ولقمة عياله من ثم السبع.. !!!
والله مثل ما تقولوا القريه منجم وكنز للخراريف والحكايا , والخرافيه ولاَّ الطرفه اللي ما بتعجبكم خذوا غيرها ...!!!
اللي حذا البس :ــ
يوم بقى عند واحد من بلدياتنا ها لشاه المنوحه ، كل يوم يحلبو هالحليبات ويروبوهن ويحطوهن في هالكيس تيساوا منهن لبنه ، ما يعلقوا هالكيس غير ييجي هالبس يسطح الكيس ويوكل اللبنات ، طيب وبعدين ؟؟ هذول صفّوا بشتغلو عند البس ، وكأنه وريثهم ، ولاَّ مخلفينه ومش ناسينه ، وتفتقت فكره ، ليش ما يحذوا البس ؟؟ راحوا ربطوا للبس ، ومن ما قرّب على كيس اللبنه ، حَلّقوا عليه ومسكوه ، وجابوا زفته وسيحوها عَ النار ، وحطوها بصحن غطا الكازوز المعدني، وحطوا رجل البس فوقيها ، وداروا عليه ميه ، هون رجل البس صارت ملزقه بالغطا ، وعملوا رجليه الأربعه ، وهون صار البس لمّا يمشي يطلع صوت ، فلما يسمعوا صوته بصَحِج كون يقولوا أطردوا البس ، وهيذ حموا اللبنات ، وقطعوا نصيب البس منهن بعد ما بقى ماكلهن قسط ، ونايم على حلمهن بسط ، وأثبت صاحب الفكره إنها الحاجه أم الأختراع ، ولو يوقفوا عنا الإستيراد ويشلعوا فكرة الإستهلاك المجنون اللي إحنا فيه ، غير تنشط عنا أفكار الإختراع وتنشط عقولنا لِمصَدّيَه
المفضلات