عربي دولي
69 قتيلا وجريحا في أول اعتداء تشهده الهند منذ هجمات بومباي
الهند - ا ف ب - قتل تسعة اشخاص بينهم اجنبيان في انفجار قنبلة مساء السبت في مدينة بوني الهندية، في اول اعتداء كبير تشهده البلاد منذ هجمات بومباي في تشرين الثاني 2008 والتي نسبت الى مجموعة اسلامية مقرها باكستان. واسفر الانفجار ايضا عن اصابة 60 شخصا آخر بجروح، وقد استهدف مطعم «جيرمان بيكيري» الصغير الذي يرتاده السكان المحليون والسياح والواقع قرب مركز «تشاباد هاوس» الثقافي-الديني الذي يديره يهود متشددون من حركة لوبافيتش. واكد وزير الداخلية الهندي جي كي بيلاي ان الانفجار ناجم عن اعتداء. ويأتي الانفجار في الوقت الذي وافقت فيه الهند وباكستان لتوهما على استئناف حوار السلام بينهما والذي انقطع منذ الاعتداءات التي استهدفت بومباي، العاصمة الاقتصادية للبلاد، واسفرت عن 166 قتيلا و600 جريح. واتفق البلدان على عقد اجتماع على مستوى كبار الموظفين في وزارتي الخارجية في 25 شباط في نيودلهي. وندد رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني امس بالاعتداء مؤكدا على الرغبة بالحوار مع الهند.
وقال للصحافيين «ادين حادث بوني (...) نحن ندين الارهاب بكل اشكاله وتجلياته. نأمل ان نقيم علاقات جيدة مع الهند وان تكون المحادثات الدليل على ذلك». كما ندد بالاعتداء الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي.
وجاء في بيان للاليزيه ان ساركوزي «يدين باشد العبارات الاعتداء الذي استهدف مدينة بوني (...) واوقع بشكل جبان عشرات الضحايا بين قتيل وجريح (...) وهو يقدم تعازيه الحارة» الى عائلات الضحايا والهند حكومة وشعبا.
واكد ساركوزي «لرئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ تضامن فرنسا الكامل والتام وهو يجدد تصميمه على مكافحة الارهاب ويدعم الهند في جهودها» لملاحقة المرتكبين وسوقهم امام العدالة.
وتتهم الهند مجموعة عسكر طيبة بالوقوف وراء هجمات بومباي بالاشتراك مع الاستخبارات الباكستانية، وقد اشترطت نيودلهي لاستئناف مفاوضات السلام مع جارتها ان تحيل اسلام اباد امام القضاء الباكستاني الناشطين الاسلاميين الذين اوقوفوا في باكستان بعيد تلك الهجمات بشبهة الضلوع فيها. الا ان وزير الداخلية الهندي رفض التكهن بالجهة التي تقف وراء اعتداء بوني ولا كذلك بالتداعيات المحتملة لهذا الاعتداء على العلاقات الدبلوماسية مع باكستان. وقال للصحافيين بعيد تفقده مكان الاعتداء وعيادته الجرحى في المستشفى «سنبحث الامر في نيودلهي. نحن لا نستبعد شيئا». وبعد اعتداءات بومباي اقرت الهند بتقصير استخباراتها الا ان وزير الداخلية رفض الحديث عن اي تقصير داخلي في اعتداء بوني، المدينة الواقعة على بعد 100 كلم جنوب شرق بومباي.
وقال «لم يحصل اي تقصير من استخباراتنا. هذا ليس اعتداء نفذه ارهابيون مدججون بالسلاح بل اعتداء بالقنبلة كان هدفه سهلا».
واثر الاعتداء وضعت سائر الولايات وكل مطارات البلاد في حال تأهب قصوى.
وبحسب مصادر في الاستخبارات اوردت معلوماتها الصحف المحلية فان الاعتداء يحمل بصمات «المجاهدين الهنود» وهي مجموعة سبق لها وان تبنت سلسلة اعتداءات في الاول 2008 في نيودلهي.
وسارع الحزب الرئيسي في المعارضة الهندية الوطنية «بهاراتيا جاناتا» الى دعوة الحكومة الى اعادة النظر بموقفها من استئناف المفاوضات مع اسلام اباد. وعلى الارجح فقد وضعت القنبلة داخل حقيبة تحت طاولة في المطعم وانفجرت ما اسفر عن مقتل تسعة اشخاص بينهم خمس نساء واجنبيان (ايطالي وايراني)، واصابة 60 آخرين بجروح، بينهم 12 اجنبيا. ويقع المطعم كذلك على بعد اقل من 200 متر من مركز ديني «اشرام» متخصص في دروس التأمل وتديره مؤسسة اوشو انترناشونال ومقرها الرئيس في سويسرا. وبحسب الحكومة فان ديفيد هادلي الاميركي من اصل باكستاني الذي ينتظره محاكمته في الولايات المتحدة بشبهة العلاقة باعتداءات بومباي درس في هذا المركز. واوضح وزير الداخلية ان هادلي كان مهتما بمركز «تشاباد هاوس» اليهودي المجاور والذي كان عدد من اعضائه هدفا لاعتداءات بومباي. وقال «من السابق لاوانه القول ما اذا كان هذا الامر مرتبطا بالاعتداء».
المفضلات