يوماً كنت واقفاً على قمة طود شامخ
رافعاً رأسي ، أنظر إلى الأفق البعيد
تهادى إلى مسامعي صوت خافت لشيء يتحرك بين الحشائش في أسفل الوادي
نظرت إليه ، وصبرت عليه حتى تجرأ وخرج من جحره
مد رأسه بتردد ، وبصوت مرتجف سمعته يقول :
من أنت يا ساكن القمة ؟
رحمت جهله ، فقلت له :
ألا تعلم من أنا !!!!!!!!!!
اسمع أيها الجاهل جيداً ، فلتعلم من أنا
أنا النسر الأزرق
أنا ساكن القمم ، ولا أرضى لي غيرها سكناً
مكاني الفضاء الواسع ، ولا أهبط إلى على رؤوس الجبال
أنا الموج الأزرق
مياهي محرمة على السابحين
وأغواري عميقة ، عصية على أمهر الغواصين
يغرق بها كل جاهل لا يقدر عواقب الأمور
أنا تسونامي
إن غضبت ، ضربت
وضربتي ليست كأي ضربة
لا تبقي ولا تذر
تقتلع من طريقها كل صخور الأرض
وإن انسحبت تركت ورائي الدمار والهلاك .
أنا السندباد
درت العالم من شرقه لغربه ، من أقصاه إلى أدناه
خضت مغامرات سيحفظها التاريخ لأجيال عديدة قادمة
وقارعت خصوماً يشهد لهم الزمان بالعراقة والبراعة في ميادين النزال
ولكني لقنتهم من الدروس ما يكفي لينكسوا رؤوسهم احتراماً لي إذا مررت يوماً بدروبهم
أنا توأم المجد ، أنا التاريخ ، أنا الأصالة ، أنا المعجون من تراب الأرض الطاهرة
أعلمت أيها الجاهل من أنا ؟
أنا الزعيم ، انا العميد ، أنا بطل نصف الأرض
أنا الفيصلي أيها الجاهل المسكين
نظرت إليه ، فلم أر سوى طرف ذيله المرتجف يدخل مسرعاً إلى جحره
فعدت لأسرح في تأملاتي ، وعيناي ترقبان الأفق البعيد
المفضلات